بعد أيام قليلة أندلعت شرارة ثورة أخري في القطر السوداني كانت اشد قوة و شراسة وكان السودان تابعا للحكم المصري , فقد استاء السودانيون من الضرائب الباهظة التي فرضت عليهم ولم يتمكن المزارعون من السداد خصوصا في سنوات القحط و خلال فترات الجفاف و المجاعة ،و نظرًا لخشيتهم من الأساليب الوحشية الظالمة التي تمارسها الحكومة التي كان يتراسها غوردون باشا الذي عين في عهد الخديوي اسماعيل حاكما للقطر السوداني ، فقد هرب العديد من المزارعين من قراهم الواقعة على ضفاف نهر النيل الخصبة إلى مناطق نائية مثل كردفان ودارفور .
و لكن المهدي تمكن من اقتحام المدينة و قبض علي غوردون باشا , حاول المهدي في البداية التفاوض مع الحكومة المصرية لاطلاق سراح غوردون باشا مقابل العفو عن عرابي لكن عرابي وصل الي سيلان في الهند و لم يتم تنفيذ حكم الاعدام به فتقرر قتل غوردون باشا ..
توفي المهدي بعدما حقق سلسلة من الانتصارات الساحقة و تولى الحكم بعده عبدالله التعايشي الذي بدأ يتوسع فدخل في حرب مع الأحباش و هدم مملكتهم و أسر الملك ثم عزم علي غزو مصر فتواصل مع السنوسي في ليبيا للتنسيق معه من أجل الهجوم علي الانجليز في مصر .
ازاء كل هذة التطورات شعر الانجليز بعظم الخطر الذي يهدد وجودهم في أفريقيا فأعدوا حملة كبيرة برأٍسة اللورد كتشنر للقضاء علي المهديين في السودان و نجحت تلك الحملة في هزيمة المهديين و قتل التعايشي و وقف اللود كتشنر علي جثته و أدي له التحية العسكرية فقال له احد الضباط أركان حرب بالجيش الانجليزي : اتؤدي التحية العسكرية لهذا الخصم اللدود !؟ فاجابه «كتشنر» :
"انت لا تعرف يافتى عظمة من قتلنا ومهما كان رأينا في الخليفة و رجاله فانهم ماتوا ميتة الابطال"
الصورة التقطت من أرض معركة ام ديبكرات في السودان سنة 1899 بين المهديين من ناحية و القوات المصرية الانجليزية من ناحية اخري.
Post a Comment